المقالة الرابعة
في تدبير فصول السنة1
p. 67–87
Texte intégral
1. الفصل الأول وهو فصل الربيع
1وأول هذا الفصل بإجماع2 إذا حلّت الشمس بأول دقيقة من برج الحمل، وهوالكبش، واختلفوا متى يكون ذلك؛ فقال بطُليمَوس يوم خمسة عشر من شهر مارس، فيكون آخر الفصل من يوم أربعة عشر3 من شهر يونيُه؛ وقال الهندي وأرِسطو ذلك يوم ثلاثة وعشرين من مارس فيكون آخر الفصل من4 يوم اثنين وعشرين من شهر يونيه. وعلى مذهب الأول صنع الأسطرلاب وعلى مذهب الثاني شواهد بالتجربة وهو الأصحّ.
2وهذا الفصل حارّ رطب على طبع الدم وعلى طبع الهواء وهو أعدل الفصول وأفضلها. فيه يستوي الليل والنهار الاستواء الربيعي، ويعتدل الزمان، وتنبت5 العشب والأزهار وتورق الأشجار، وتتكوّن الحيوانات، وتمتدّ الأنهار، ويكثر الدم وتتحرّك الأخلاط، وتقوى القوة الغانية والمنمية وسائر القوى الحيوانية، وهو فصل الكون بالطبع.
3فينبغي أن يُمال بتدبيره إلى ما يولد دماً نقياً معتدلاً ويُغذي غذاء صالحاً، ولا يغفل أن يمال فيه إلى التبريد القليل. والذي يصلح بهذا الفصل من الأغذية هو الدجاج والفراريج ولحم الجدي والثني والبيض النمريشت، ولبن المعز حليبا بشيء من السكر، ويُتمضمض بعده بسكنحبين أو بالملح؛ والحجل غذاء جيد في هذا الفصل وكذلك الشخس6؛ ومن البقول الأسفرنج والخس والهندباء والبسباس؛ وبالجملة فجميع الأغذية لا تضر في هذا الفصل، حارة كانت أو باردة أو رطبة أو يابسة، وما وقع من غلط أو خطأ فالفصل يجبّره باعتداله؛ وإياك ورؤوس الحيوان في هذا الفصل فإنها تولّد اليرقان. وليكن الماء الذي تشربه في هذا الفصل معتدلاً بين الحرارة والبرودة، أميل إلى البرودة قليلاً؛ وللنبيذ في هذا الفصل منفعة عجيبة.
4وليكن اللباس في هذا الفصل حارّاً رطباً كثياب القطن واللف المبطن بالكتّان.
5وينبغي أن ينام ليل هذا الفصل ولا يسهر فيه ويسهر نهاره ولا ينام فيه إلا مع آخر الفصل في الثلث الأخير منه.
6وينبغي أن تكون الرياضة في هذا الفصل والجماع كثيرة فإنه الفصل الذي يجامع فيه سائر الحيوان7 والجماع طبيعي لا يكاد يضرّ.
7وأما الحمام فيكون باعتدال لاعتدال الهواء في هذا الفصل والاستغناء عن الحمام.
8وينبغي أن يكثر شمّ الأزهار والنظر إليها وإلى الخضرة والمياه والبساتين.
9صفة غسول يدخل به الحمام: بزر بطيخ وبزر قرع وبزر خطمي وزبد البحر من كل واحد جزء، أصل قصب محرق وحلزون محرق وبعر معز محرق وراوند من كل واحد جزءان، ملح ونشادر وبورق وشوجه8 وشيطرج من كل واحد نصف جزء؛ تُدقّ وتُنخل ويضاف إليها مثلها من دقيق الحمّص وثلث بعسل وتُرفع وتُستعمل عند الحاجة.
10صفة شموم يُستعمل في هذا الفصل وهو السعوط الذي يعطّس ويفتح مسام الدماغ: كندس ثلاثة دراهم، وخربق أبيض وشونيز وجندبادستر وقسط من كل واحد نصف درهم؛ تُسحق وتوضع في خرقة وتُنقع في لبن امرأة ليلة ثم تُستعمل من الغد.
11وإذا تمكّن هذا الفصل فاشرب هذا الدواء فإنه ينقّي المعدة9 ويُخرِج الخام والسوداء المتحرقة والصفراء الحادة والبلغم الفاسد ويجفف الفم ويذهب بالحكّة والجرب ويصفّي اللون ويُحسنه؛ أخلاطه: تربد قصبي عشرة دراهم، وغاريقون أنثى ثمانية دراهم، ومحمودة أربعة دراهم، وأنيسون ومصطكا وزعفران وورق ورد وهليلج أسود من كل واحد خمسة دراهم10 وكثيراء بيضاء أربعة دراهم؛ تُدق وتُنخل وتُعجن بعسل منزوع الرغوة؛ والشربة منه ستة دراهم بعد حمية واحتراس. وبعد هذا الدواء إلى عشرين يوماً تُخرج من الدم على قدر القوة في الصف الآخر من الشهر إذا كان القمر ناقص الضوء ويكون في الميزان والعقرب، واحذر أن يكون في الثور أو في السنبلة أو الجدي أو الحوت.
12وليكن يوم فصدك صاحيا لا غيم فيه ولا ريح ولا برد وتخلي نفسك في ذلك اليوم من الهمّ11 والغضب والخوف والفكرة والاستنباط ودرس الكتب وجميع العوارض النفسانية، ومن التعب والجماع والسهر والصوم وجمح العوارض12 الجسدية؛ ويكون فصدك في صدر13 النهار لا في أوله ولا في آخره؛ ولا على جوع ولا على امتلاء؛ وأكثر عنايتك بطبيعتك أن لا تفصد وهي محبوسة، فإن الحمّى حينئذ في طرف المبزوخ. وينبغي أن يُحضر مجلسك من ضروب الطيب والرياحين والملاهي والطرب ما استطعت عليه. ويكون غذاؤك في ذلك اليوم واليومين بعده لحم الجدي معمولاً بالخسّ. وبعد الفصادة بعشرين يوماً تستعمل هذا البختج النافع لجميع الاحتراقات والحميات وأوجاع الجسم. أخلاطه: هليلج أصفر وكابلي وأملج وبليلج من كل واحد عشرة دراهم، وخيار شنبر14 وأفثيمون أقريطي وقنطوريون وبسبايج عن كل واحد ثمانية دراهم15، وتمر هندي، من كل واحد خمسة دراهم، وعيون البقر وعنّاب من كل واحد ملء كفّ؛ يُطبخ الجميع في ثلاثة أرطال من ماء حتى يذهب الثلثان، ويُرمس ويٌصفى ويُحلّ فيه نصف أُوقية ترنجبين ودرهم إيارج فيقرا غباراً ونصف درهم تربد أبيض وربع درهم محمودة زر قاء ودرهم غاريقون؛ ويُشرب على حمية واحتراس. واستعمل بإثر طعامك في هذا الفصل هذا الجوارش فإنه يقوّي المعدة ويهضم الطعام ويُحسن اللون ويعدّل المزاج. أخلاطه: دار صيتي وزنجبيل وخولنجان وزعفران ودار فلفل وقرنفل وجوز طيب وبسباسة وورد أحمر وهليلج أصفر من كل واحد أُوقية، ونانوخة وأنيسون ونافع من كل واحد ربع أوقية؛ تُدق وتُنخل وتُعجن بعسل منزوع الرغوة، ويؤخذ منها على الطعام قدر درهمين. ومع آخر هذا الفصل يتعاهد السكنجبين الساذج فإنه يحفظ الصحة ويفتح السدد وينقي المعدة ويقطع الأخلاط.
2. الفصل الثاني وهو فصل الصيف
13وذلك من أوّل16 حلول الشمس بأوّل دقيقة من برج السرطان، وذلك من يوم خمسة عشر من يونيُه إلى يوم اثنين وعشرين من شتنبر على مذهب بطليموس؛ أو من يوم ثلاثة وعشرين من يونيه إلى يوم اثنين وعشرين من شتنبر على مذهب الهندي والحكيم.
14وهذا الفصل حارّ يابس على طبع الصفراء والنار. فيه يتناهى17 طول النهار وقصر الليل ومن أوّله يأخذ النهار في النقصان والليل في الزيادة. ويشتدّ الحرّ وتنقص المياه ويجفّ النبات.
15وتكثر الصفراء وتضعف الحرارة الغريزية وتتقوى العرضية. ويقلّ الأكل وتفسد المعدة ويضعف الهضم لتبرّد الحرّ18 الغريزي.
16فينبغي أن يُجتنب فيه كل شيء حار من الأطعمة والأشربة كالعسل والثوم والخردل والعصافير والحمام والشراب الصرف العتيق؛ ويؤكل كل بارد رطب مثل لحوم العجل السمين بالخلّ والقرع والفراريج المسمنة بعجين الشعير وخبزه، وتُستعمل حصرميّة ويؤكل القثّاء والخيار مقشورين بعسل قليل والبطيخ غير المتعفن ويؤكل بالسكر أو بالعسل ويؤخذ بعده السكنجبين. وينبغي أن لا تخلي طعامك في هذا الفصل كله من البقل كالخسّ واليربوز وغير ذلك. ويُشرب اللبن الحليب سخناً بالغدوان والمخيض الحامض فى وسط النهار؛ وتستعمل المخللات من الألوان؛ ومن الفواكه التفّاح المرّ والأجّاص والرمّان الحامض؛ ومن الشموم الورد والبنفسج؛ ويُشرب الماء مبرداً19 بالثلج إن أمكن، ويُجتنب الماء الرطب فإنه لا يروي ويرخي المعدة ويحللها، وليمزج الماء بشراب الورد الغض وشراب الجلاب وتمر هندي وشراب النيلوفر وشراب البنفسج؛ ويُستعمل أكل مربّى20 الورد السكري طول هذا الفصل؛ ولا بأس بشرب نبيذ الزبيب في هذا الفصل.
17واللباس في هذا الفصل هو رقيق الكتّان الخلق منه، وإن كان جديداً فالمصقول بالكمد، وإذا زالت21 صقالته طرح؛ ولا يُغفل في برد الغدوات والعشايا وبرد الليل فإنه في هذا الفصل أضرّ منه في زمان البرد.
18وينبغي أن لا يُسهر22 في ليل هذا الفصل فإنه قصير23 ولا أيضاً يُقتصر عليه فإنه ليست فيه كفاية، بل تعان فيه الطبيعة بنوم بعض النهار وذلك بعد الغداء وبعد نزوله عن فم العدة وشرب24 الماء.
19وتقلل الرياضة والجماع. ويُدخل الحمام في كل أسبوع ولا يُمكث فيه ويُستعمل فيه الماء الرطب ومع آخر الحمام تُغسل الأطراف بالماء البارد ويتدلك قبله بزيت الورد.
20صفة غسول: بزر بطيخ وبزر قرع وبزر خطمي وزبد البحر وصندل أبيض وصندل أحمر، من كل واحد جزء، ودقيق الترمس وملح، من كل واحد نصف جزء، تُدق وتُنخل وتُعجن بعسل وتُستعمل؛ ومَن اقتصر على ماء البطخ بلحمه وبزره مع شيء من عسل وملح فذلك غسول كاف في هذا الفصل إن شاء الله.
21صفة سعوط25 يستعمل في هذا الفصل ذكره جالينوس في نصائح الرهبان26، ينفع من الصداع المفرط27 والدمعة والحرارة وضربان الرأس. أخلاطه: زعفران ربع درهم، وكندس درهم إلا قيراطاً، وكافور ربع درهم28، ولبنى عنبر ثلاثة دراهم، والأفيون درهمان؛ تُسحق اليابسة وتُحلّ الرطبة بزنبق وتُجمع بعسل منزوع الرغوة، ويؤخذ منه مثل الجوزة ويذاب بلبن امرأة ويُسعط به.
22وإذا دخل هذا الفصل فاستعمل هذا الإطريفل فإنه يقوّي المعدة ويشهّي الطعام ويسمّن المهزول ويحفظ الصحة ويوافق الشيب29؛ أخلاطه: يؤخذ من هليلجات الثلاثة ومن البليلج والأملج، من كل واحد عشرة دراهم، ومن المقل وورق الورد والمصطكى والزنجبيل والدار صيني والسنبل والدار فلفل والتربد والأفيثمون والزعفران ونوار بنفسج، من كل واحد خمسة دراهم؛ تُدق وتُنخل وتُلت30 بقدر أُوقيتين من دهن لوز حلو وتُعجن بعسل منزوع الرغوة وتُرفع وتؤخذ31 قبل الطعام وبعده.
23واستعمل هذا السكنجبين فإنه حسن: لحاء أصل كرفس ولحاء أصل بسباس من كليهما رطل، ومن بزرها خمس أواق، ومن الإذخِر والسُنبل والراوند الصيني من كل واحد أُوقية؛ تُرضّ العقاقير وتُطبخ بما يغمرها من خلّ حتى يذهب نصفه ويمرس ويُصفّى ويُلقى عليه مثله من عسل منزوع الرغوة ويُطبخ حتى يصير شراباً؛ ويؤخذ منه قدر أُوقية بثلاثة أمثاله من ماء بارد. واستعمل طول السمائم جشيش الشعير يُطبخ بمصطكى وأنيسون ويُشرب كل غدوة. ولا يُتعرض شرب دواء مسهل في هذا الفصل، ولا بأس بتليين الطبيعة بهذا البختج: زهر بنفسج أُوقية، عود سوس أُوقية، عبقر مربب أُوقية، عنّاب أُوقية، لبّ32 خيار شنبر أُوقية، زبيب شمسي أُوقية؛ تُطبخ وتُصفّى وتُمرس فيها أُوقية من تمر هندي وأُوقية من سكر وأُوقية من جلاب، وتُشرب على حمية وايّاك وكثرة الأكل.
3. الفصل الثالث وهو فصل الخريف
24أول هذا الفصل عند حلول الشمس بأوّل دقيقة من برج الميزان وذلك من يوم خمسة عشر من شتنبر إلى يوم أربعة عشر من دجنبر [على مذهب بطليموس، ومن يوم ثلاثة وعشرين من شتنبر إلى يوم اثنين وعشرين من دجنبر]33 على مذهب الهندي والحكيم.
25وفي أوّل هذا الفصل يعتدل الليل والنهار الاعتدال الخريفي، ثمّ يأخذ النهار في النقصان والليل في الزيادة.
26ومزاج هذا الفصل البرد واليبس على طبع الأرض والمرة السوداء. فيه تخرف الثمار، أعني تشيخ، ويهرم النبات وتجفف المياه ويتغير الهواء ويفسد الزمان ويموت أكثر الحيوان؛ وهو فصل الموت بالطبع. تقوى فيه السوداء وتضعف القوى34 وتتهيأ35 الجسوم للأمراض.
27فينبغي أن يُجتنب فيه كل شيء بارد يابس من الأطعمة والأشربة كخبز الذرة والشمخي واللحم المعزي الشارف والبقر المسمن36 والأرنب والقنيليات37 وطعام الخلّ كله. ويُستعمل فيه ما كان حاراً رطباً والفراريج المسمنة بفتيت القمح والدجاج والخرفان والجدي ولحم الثني السمين لا سيما الأُناث؛ تُطبخ بالسلجم والجزر والبصل الكثير والزيت؛ والحمّص غذاء جيد في هذا الفصل، وإيّاك والعدس؛ ونعم الغذاء البيض النمريشت؛ والإكثار من أكل العنب الحلو نافع في هذا الفصل. وإن وجدت اللبن الحليب في هذا الفصل فاشتره بالذهب. وإيّاك والفاكهة في هذا الفصل فإنها تولّد حمّى العفونة لا سيما الخوخ والبرقوق؛ وعليك بأكل التين اليابس في آخر هذا الفصل باللوز الحلو إن أمكن؛ ونعم النبيذ الحلو في هذا الفصل؛ وليكن الماء الذي تشريه رطباً38 الا أن يقطع العطش بالبارد أحسن.
28وعليك بشمّ الحبق والرياحين الفائحة39، والتدخّن بالعود منقوعاً في ماء الورد، واستعمل شمّ القطران غباً في هذا الفصل فإنه يدفع الوباء.
29واللباس في هذا الفصل الكتّان الجديد الصفيف والملف الطيب والقباطي الكثير القطن ولا تطمئن لبرد40 هذا الفصل فإنه قتال.
30ولا تسهر من ليل هذا الفصل شيئاً41 ولتنم42 بالنهار في الثلث الأول منه واتركه بعد ذلك. واستعمل الرياضة المعتدلة43 أعني الجسدية، وإيّاك والنفسانية. وأمّا الجماع فإنّه في هذا الفصل السمّ الناقع والقتل السريع؛ فإن كان ولا بد ففي ثلثه الآخر باعتدال.
31واستعمل الحمام إن استطعت غباً وأكثر من صبّ الماء الرطب على بدنك؛ ولا تقربه على خلاء المعدة ولا على امتلائها؛ وأكثر الدلك فيه بالكفّ.
32صفة غسول: أصل قصب محرق وزبد البحر وبعر المعز من كل واحد جزء، وبورق وملح من كل واحد نصف جزء، ودقيق فول مثل الجميع، تُعجن بعسل وماء السلق ويضاف إليها مثل ثلثها من صابون طيب وتُستعمل.
33صفة سعوط: خريق أبيض أربعة دراهم، وكندس وبورق وجندبادستر من كل واحد درهمان؛ يُستعمل بلبن امرأة.
34ومن كانت44 عادته إخراج الدم في هذا الفصل فليدرج نفسه في قطع ذلك.
35وإذا تمكّن هذا الفصل فاستعمل هذا الحبّ فإنّه نافع من علل البلغم والسوداء والصفراء المتحرقة وأوجاع الرأس والقدمين والصلب؛ أخلاطه: يؤخذ صبر سقطري أحمر وأفثيمون وتربد قصبي وشحم حنظَل أبيض وسقمونيا زرقاء وأفسنتين وأهليلج أسود من كل واحد درهمان، وسكبينج وجوشير ومُقل أزرق ومصطكى وزعفران وأنيسون وعنزروت؛ يُدقّ اليابس ويُحلّ المصموغ بشيء من ماء الكرفس والبسباس والكراث، ويُعجن الجميع ويُحبب مثل الفلفل ويدهّن الذي يحببه يده45 بدهن بنفسج، ويشرب منه بعد الحمية والاحتراس من ثلاثة دراهم إلى أربعة دراهم على قدر القوة.
4. الفصل الرابع وهو فصل الشتاء
36وهو من أوّل حلول الشمس برأس الجدي وذلك [من]46 يوم خمسة عشر47 من دجنبر إلى أربعة عشر من مارس على مذهب بطليموس، أو من يوم ثلاثة وعشرين من دجنبر إلى يوم اثنين وعشرين من مارس على مذهب الحكم والهندي.
37وهذا الفصل بارد رطب على طبع الماء والبلغم. فيه تكثر الأمطار وتمدد الأنهار ويشتدّ البرد وينجحر الحيوان. ويتناهى قصر النهار وطول الليل، ثمّ يأخذ النهار في الزيادة والليل في النقصان.
38وفي هذا الفصل يكثر البلغم ويجود الهضم وتصلح المعد ويكثر الأكل لانحراف الحرّ الغريزي إلى باطن الأبدان.
39فينبغي أن يكون48 الأكل فيه أكثر مما سواه49 في سائر الفصول، وتتوقى فيه الأغذية الباردة كاللبن والجبن الأخضر والحوت النهري ولحم البقر والبقول الباردة كالخسّ واليربوز؛ ويمال إلى الأغذية الحارة كلحوم الطير وفراخ الحمام50 والفراريج الصغار والعصافير ولحم الكبش الفتيّ بالتوابل الحارة كالفلفل والزنجبيل والخولنجان والصناب والمرّي، والجوز والتين والثوم والبصل والسلق واللفت والبيض؛ ونعم العسل في هذا الفصل، والربّ والشراب الصرف الحلو الغليظ أو الرقيق العتيق. لتستعمل فيه الجوارشات الحارّة كجوارش الكمّون والأنيسون ومعجون الفلافل والسكنجبين العُنْصَلي51 فإنّه يقطع البلغم ويهيئه للخروج. واستعمل التين والجوز في هذا الفصل. وإيّاك والماء البارد في هذا الفصل فإنّه يقرّع العصب ويُضعفه ويولّد النزلات. وعليك بشمّ العود والبخور والشونيز مصروراً وكذلك الغبيراء فإن ذلك يفتح مسام52 الدماغ.
40واللباس في هذا الفصل غليظ الكتّان والإكثار من أثواب الصوف وتدثير الرأس بالأردية والغفاير. وإيّاك والتسخّن بالنار فإنها تُضعف البدن وترتفع الأبخرة إلى الرأس فتولّد الصداع، والإكثار من الثياب53 أحسن منه؛ إلأ أن تدعى لذلك الضرورة فلتكن النار قليلة ولموضع فيها بخور طيب ولا تطول في حبسها54 تحتك ولكن قليلاً، ثم تُخرجها، ثمّ تُعيدها55 إن احتجت إليها56.
41ولا بأس بالسهر في أول ليل هذا الفصل ما لم يطل؛ وإياك والنوم في نهاره. وعليك بكثرة التدثّر عند النوم بالثياب المسخنة والأكسية والحنابل من خارج، والملاحف57 والأردية من داخل؛ ومعانقة الأبدان السمينة والأجسام اللحميّة فإن ذلك يجلب الحرارة باعتدال ويطرد البرد.
42وينبغي أن تكون الرياضة والجماع والأكل في هذا الفصل أكثر مما في غيره. وإيّاك والإسهال والقيء فإنّه مضر في هذا الفصل. واستعمل الحمام معتدلاً امكث فيه أكثر مما في سائر الفصول، وأكثر صبّ الماء الحارّ على بدنك، وقف في البيت الحار منه وادخل الحوض؛ وتحفّظ عند الخروج من الحمام لئلا يصيبك البرد فتحدث لك النزلات؛ وسدّ أنفك والبس ثيابك داخل الحمام، وجفف رأسك من الماء وغمه.
43وإذا وصلت إلى منزلك فسد منافذ البرد وضع أمامك مجامر النار وغلق الأبواب. وامشط رأسك واجعل فيه هذا الدرور: قرنفل وجوز طيب وقرفة وسنبل من كل واحد جزء، وغبيراء جزءان، ومثل الجميع أُشنة مطبوخة بالماء مجففة في الظل مسحوقة؛ يسحق الجميع سحقاً ناعماً ويُنخل ويُرفع.
44واستعمل هذم الغرغرة؛ قرفة وصعتر وبورق عن كل واحد جزء، تُدقّ وتُنخل وتُحلّ بخلّ وعسل، ويُتغرغر بها في كل ثلاثة أيام.
45واستعمل هذا58 الجوارش فإنّه فاضل: يؤخذ دار فلفل ودار صيني وزنجبيل وخولنجان ومصطكى وقرنفل وزراوند وزعفران وحبّ بلسان وسنبل وجوز طيب وأسارون وعقرقرح وأنيسون ونافع من كل واحد درهمان؛ تُسحق وتُنخل، ويؤخذ رطل من كمّون طيب ويُنقع في خلّ خمر يومأ وليلة ويُجفَف في الظلّ ويُقلي قلياً خفيفاً معتدلاً ويُسحق ويُنخل ويُخلط مع الأدوية، ويُعجن الجميع بعسل منزوع الرغوة، ويؤخذ منه غدوة وبعد الطعام مثل الجوزة الصغيرة.
5. فصل
46وينبغي أن لا تأخذ الفصول59 على مذهب المنجمين معتبرة بالأيام، بل60 على مذهب الأطباء، وهو أن الصيف إذا اشتدّ الحرّ وظهر الوهج61، والشتاء إذا اشتدّ البرد وكثرت الأمطار، والربيع إذا ظهرت الأزهار وارتفع النبات وامتدّت الأنهار وانكسرت سورة البرد واعتدل الزمان والحرّ والبرد، والخريف إذا اشتدّ البرد62 واليبس وخرفت الثمار ولم تتمكن الأمطار.
47وعلى حسب ذلك يُعتمد في الأغذية حتى إذا كان يوم من أيام الريع شديد البرد63 فينبغي أن يُدبَّر تدبير فصل الشتاء؛ وإذا كان يوم من أيام الربيع شديد الحر فينبغي أن يُدبَّر تدبير فصل الصيف. فقس، وإلا فأيّ64 فرق بين اليوم الرابع عشر من يونيُه، وهو عند المنجمين من فصل الربيع، وبين الخامس عشر منه65، وهو عندهم من فصل الصيف؟ بل لا يظهر التأثير في أربعة أيام ولا في خمسة66. وأقل ما يظهر تأثير الفصول من عشرة أيام.
48فإن أردت قانوناً تقف عليه فقد علمت أن كل فصل من فصول السنة فيه ثلاثة أشهر، فدبّر الشهر الأوسط مما ذكرت لك في الفصل بعينه، ودبّر الشهرين الذين في الطرفين بتدبير ما بينهما من الفصول. مثل ذلك أن فصل الربيع من67 ثلاثة أشهر وهو متوسط بين فصل الشتاء وفصل الصيف، فدبّر الشهر الأوّل منه بتدبير ما يليه وهو فصل الشتاء، ودبّر الشهر الثاني، وهو الأوسط، بالتدبير المخصوص بفصل الربيع نفسه، ودبر الشهر الثالث، وهوالآخر، بتدبير ما يليه وهو فصل الصيف. وقس أنت على ذلك ما بقي.
49وهنا انقضى الكلام في الفصول والحمد لله تعالى68.
Notes de bas de page
1 زيادة في ب: من ربيع وصيف وخريف وشتاء.
2 في ب: بآجتماع.
3 في ب: من يوم إثنين وعشرين.
4 من: ساقط في ب.
5 في ب: ينبت.
6 في ا وب: الشخص.
7 في ب: الحيوانات.
8 هذه الكلمة غامضة، لا توجد في المعاجم.
9 في ا: الحرة.
10 دراهم: ساقط في ب.
11 في ا: الهضم.
12 [النفسانية... وجميع العوارض]: ساقط في ب.
13 في ا: سائر.
14 خيار شنبر: ساقط في ب.
15 وخيار شنبر زائد في ب.
16 في ب: بأوّل.
17 في ب: ينتها.
18 الحرّ: ساقط في ب.
19 مبرد: ساقط في ا.
20 في ا: مربا.
21 في ب: زلت.
22 في ب: يسمر.
23 في ب: مضرّ.
24 في ب: ﺷﺮ اب.
25 في ب: صعوط.
26 فى ب: البرهان.
27 المفرط: ساقط في ا.
28 [وكندس... ربع درهم]: زيادة من ب.
29 الشيب: ساقط في ب.
30 تلثّ: ساقط في ب.
31 تؤخذ: ساقط في ا.
32 [عنّاب أُوقية، لبّ]: ساقط في ب.
33 [على مذهب بطليموس... من دجنير]: ساقط في أ.
34 في ب: القوة.
35 في ب: كلمة غامضة.
36 فى ا وب: المسمنة.
37 في ا: القنيلات، في ب: القنايات.
38 رطبا: ساقط في ا.
39 في ب: الفايجة.
40 ولا تطمين لبرد: ساقط في ب.
41 شيئا: ساقط في ب.
42 في ب: ولا تنام.
43 معتدلة: ساقط في ب.
44 في ا: من كان.
45 في ب: ويحبب الذي يدهنه.
46 من زيادة من المحقق.
47 زيادة في ا: يوما.
48 في ا: يؤكل.
49 سواه: ساقط في ب.
50 وفراخ الحمام: ساقط في ب.
51 في ب: العسلي.
52 مسام: ساقط في ب.
53 من الثياب: ساقط في ا.
54 في ا وب: في حبسه.
55 في ا: يخرج، يعيد.
56 في ا وب: إليه.
57 في ا: المحافل.
58 فى ب: هذه.
59 الفصول: ساقط في ب.
60 بل: ساقط في ا.
61 في ب: النواح.
62 [واعتدل الزمان... اشتدّ البرد] ساقط قى ب.
63 [يعتمد في... شديد البرد] ساقط في ب.
64 في ب: وألا فلا فرق.
65 عشر منه: ساقط في ب.
66 زيادة في ا: عشر.
67 من: ساقط في ب.
68 تعالى: ساقط في ا.
Le texte seul est utilisable sous licence Licence OpenEdition Books. Les autres éléments (illustrations, fichiers annexes importés) sont « Tous droits réservés », sauf mention contraire.
Armées et combats en Syrie de 491/1098 à 569/1174
Analyse comparée des chroniques médiévales latines et arabes
Abbès Zouache
2008
Fondations pieuses en mouvement
De la transformation du statut de propriété des biens waqfs à Jérusalem (1858-1917)
Musa Sroor
2010
La grande peste en Espagne musulmane au XIVe siècle
Le récit d’un contemporain de la pandémie du XIVe siècle
Aḥmad bin ‘Alī bin Muḥammad Ibn Ḫātima[Abū Ǧa‘far Ibn Ḫātima al-Anṣārī] Suzanne Gigandet (éd.)
2010
Les stratégies narratives dans la recension damascène de Sīrat al-Malik al-Ẓāhir Baybarṣ
Francis Guinle
2011
La gent d’État dans la société ottomane damascène
Les ‘askar à la fin du xviie siècle
Colette Establet et Jean-Paul Pascual
2011
Abd el-Kader, un spirituel dans la modernité
Ahmed Bouyerdene, Éric Geoffroy et Setty G. Simon-Khedis (dir.)
2012
Le soufisme en Égypte et en Syrie
Sous les derniers mamelouks et les premiers ottomans. Orientations spirituelles et enjeux culturels
Éric Geoffroy
1996
Les maîtres soufis et leurs disciples des IIIe-Ve siècles de l'hégire (IXe-XIe)
Enseignement, formation et transmission
Geneviève Gobillot et Jean-Jacques Thibon (dir.)
2012
France, Syrie et Liban 1918-1946
Les ambiguïtés et les dynamiques de la relation mandataire
Nadine Méouchy (dir.)
2002
Études sur les villes du Proche-Orient XVIe-XIXe siècles
Hommage à André Raymond
Brigitte Marino (dir.)
2001